نشب، ليلة أول أمس، حريق مهول بالإقامة الجامعية ديدوش مراد بمدينة تيزي وزو، إثر انفجار قارورة غاز البوتان من الحجم الصغير على مستوى الجناح 5 بالغرفة رقم ,50 في حدود الساعة السابعة والنصف مساء·
وتسبب الحريق في خسائر مادية معتبرة، حيث احترقت كامل الغرفة وأتلفت معظم الأغراض الموجودة بداخلها على غرار الأفرشة والأغطية وكل الأغراض واللوازم الخاصة بالطالبات القاطنات في الغرفة ذاتها، فيما لم يتم تسجيل أية خسائر بشرية، لكن الحادثة خلقت حالة من الذهر والهلع والخوف وسط المقيمات، على خلفية الانفجار القوي الذي دوي في كل مكان، كما انتشر الدخان بسرعة في كامل الجناح والإقامة، ما تسبب في تعرّض العديد منهن إلى الإغماء وصدمات نفسية استدعت تدخل أعوان الحماية المدنية لتقديم المساعدة وقاموا بإخماد النيران، ونقل الطالبات اللائي أغمي عليهن إلى المستشفى الجامعي نذير محمد، كما قاموا بإخراج كل قارورات غاز البوتان الموجودة بالغرف المجاورة· وحسب ما أكدته الطالبات، فإن هذه الحادثة وقعت بعد كما أقدمت الطالبات القاطنات في الغرفة على تحضير العشاء واستخدام قارورة غاز البوتان للطبخ· لكن، ولحسن الحظ، القاطنات لم يكنّ داخل الغرفة خلال حدوث الانفجار· وحسب ما أكدته القاطنات في تصريحاتهن لـ ''الجزائر نيوز''، فإن الحالة الكارثية التي آل إليها مطعم الإقامة هو من دفعهن إلى تحويل غرفهن إلى مطابخ، وأكدن أنه أصبح شبه مستحيل الحصول على وجبة غذاء من المطعم، بسبب الطوابير الطويلة، من جهة· ومن جهة أخرى، بسبب تجرؤ الإدارة على غلق المطعم قبل ساعة من افتتاحه، ما يحرّم على القاطنات الحصول على الأكل، وفي الكثير من الأحيان ينتهي العشاء قبل الوقت المحدد وتقوم مصلحة الإطعام بتغيير نوعية الوجبات وتقدم واجبات باردة، وهذا بالرغم من أن الإقامة المذكورة لا تتوافر على عدد كبير من الطالبات مقارنة بالإقامات الجامعية الأخرى بتيزي وزو، وأضافت الطالبات أن الوجبات الغذائية المقدمة على مستوى هذا المطعم رديئة كماً ونوعاَ، ''المطعم يقدم وجبات غذائية لا تسمن ولا تغني من جوع'' حسب تعبير القاطنة (ح· م)، وأكدن أن الوضع الكارثي الذي آل إليه المطعم دفعهن إلى الاستعانة بقارورات الغاز لتحضير العشاء بغرفهن، قصد مجابهة سياسة التجويع المفروضة من طرف الإدارة· هذا، وتتقاذف المسؤولية بين الإدارة والقاطنات حول أسباب هذه الحوادث، فالقاطنات اتهمن الإدارة بالتقصير في حقهن وعدم تحسين وضعية المطعم الجامعي، بما فيها وجود العديد من الغرف دون تدفئة، ما شجع الطالبات على الاعتماد على قارورات الغاز، كما أن الإدارة تتحمّل كامل المسؤولية، علما أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أصدرت أوامر تمنع إدخال قارورات غاز البوتان إلى الإقامات الجامعية، وهو القرار الذي ضرب عرض الحائط بمختلف الإقامة الجامعية بتيزي وزو لاسيما في الإقامة الجامعية ديدوش مراد، كما أرجعت بعض الطالبات أسباب مثل هذه الحوادث إلى غياب الحذر وإهمال بعض الطالبات اللائي يتركن قارورات الغاز تتسرب دون إغلاقها بإحكام، وأحيانا أخرى يتركن القارورة مشتعلة لساعات عديدة قصد التدفئة، إضافة إلى غياب الحيطة والحذر في استخدامها، علما أن كل الطالبات يستخدمنها للطبخ والتدفئة، لكن الانفجار يقع فقط في بعض الغرف، ''المسؤولية تتحمّلها الإدارة، إضافة إلى أن بعض الطالبات لا يأخذن حذرهن'' حسب القاطنة (ب· ص)· هذا، وتشهد كذلك الإقامة الجامعية ديدوش مرد استعمال متزايد للمدافئ الكهربائية التي يتركنها تشتغل طول الليل·
عزيزة علوي ( صحفية متربصة)