لا تعتقد أنك اسوأ الناس
كثير منا دائماً إن حلت به أي مصيبة يعتقد أنه هو أتعس الناس وأنه الوحيد الذي تمشي جميع أمور الحياة ضده ومعاكسة له فتراه والهم والحزن يخيّم على وجهه وكأنه الوحيد في هذه الدنيا من لديه مشكلة أو مصاب بمصيبة فإن كنت فقدت حبيب فغيرك قد فقد حبيب وأكره على العيش مع غيره ممن ليس له رغبة فيه وإن كنت قد خسرت مبلغاً من المال فغيرك قد خسر مالاُ وأيضاً فقد إحدى جوارحه وإن كنت قد فقدت أحد والديك فغيرك قد فقد كلا والديه وإن كنت فقدت إحدى حواسك فغيرك فقد أكثر من حاسة وإن كنت لم تستطع امتلاك السيارة التي ترغب بها فغيرك لم يستطع امتلاك أي سيارة تنقل قدمه وإن كنت لم تستطع امتلاك بيت فاخر فغيرك لم يجد بيت يؤويه ويقضي نهاره وليله في الشارع وإن كنت مصاب بمرض وحولك أهلك وأقاربك فغيرك مصاب بعدة أمراض وليس لهم من يواسيهم ويقوم بشؤونهم فهذه الحياة ليس فيها أحد خالي من المصائب وهذا هو حال الدنيا فكيف تستغرب أن تصيبك مصيبة وحال الدنيا كما قال أحد السلف عليهم رحمة الله تعالى عجبت من حال إنسان يسخط ويغضب إن أصابته مصيبة مع أن حالنا في هذه الدنيا كمن وضع يده في سلة مملوءة بالأفاعي ،ثم يتعجب إن قرصت يده فهذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان ولو كانت تساوي عند الله تعالىجناح بعوضة ما سقى منها الكافر شربة ماء ففي أمور الدين دائماً انظر لمن حاله أفضل منك ولا تنظر للهالك كيف هلك ولكن انظر للناجي كيف نجى وفي أمور الدنيا دائماً انظر لمن هو أسوء منك حالاً وكن قنوعاً فإنهم قديماً قالوا : إن القناعة كنز لا يفنى فلا تعقتد أنك أسوء الناس وتحمّل نفسك من الهموم مالا تحتملها واحمد ربك في كل حال فهو الذي لا يحمد على مكروه سواه